الصفحة الرئيسية  أخبار وطنية

أخبار وطنية كان يخطط لاغتيال أمنيين بأريانة: الارهابي بلال التونسي يقع في «الشراك» ويكشف عمّــن حـرّضـه ودفعـه الـى «غـزو» محطة الفلّ

نشر في  18 نوفمبر 2015  (10:50)

علمت أخبار الجمهورية من مصادرها الخاصة أن الوحدات الأمنية تمكنت مؤخرا من القاء القبض على الارهابي س ب م المكنى ببلال التونسي، والذي تم تجنيده لاغتيال أمنيين بجهة أريانة .
وحسب اعترافات بلال التونسي، أكد أنه التقى خلال شهر جانفي الفارط  بشخص يدعى جاسم المكنى «أبو الليث»، مضيفا أن هذا الأخير اقترح عليه فكرة التحول الى القطر الليبي للجهاد وتلقي دورة تكوينية سريعة في كيفية استعمال وتفكيك وتركيب الأسلحة ولما اعلمه بصعوبة تحوله وذلك لأن عائلته أصبحت منذ موت شقيقه بسوريا تراقبه مراقبة شديدة، عرض عليه « أبو الليث»  فكرة العمل الجهادي بتونس والقيام بعملية نوعية تستهدف قوات الأمن أو الجيش الوطنيين، وهو ما رحب به.

محطة «الفلّ» كانت الوجهة 

وذكر بلال التونسي أنه  تحول الى المسلك الصحي والرياضي بجهة المنزه على متن سيارة نوع «دايسا» سوداء اللون  وبوصولهما  اقترح عليه أبو الليث تنفيذ عملية استهداف أعوان الأمن الوافدين على محطة المترو الخفيف بمحطة «الفل» والتابعين لاقليم الأمن الوطني بأريانة، مؤكدا أن أبو الليث أخبره بانّ العديد من الأعوان التابعين للاقليم ينزلون بالمحطة المذكورة ويترجلون باتجاه مكان عملهم، وأضاف الارهابي في الاعترافات أنه أبدى موافقته على الفكرة وانطلق رفقة أبو الليث في دراسة المكان والأهداف المزمع استهدافها بواسطة سيارته تحديدا من محطة الفل الى الطريق المؤدية الى مقر اقليم الأمن الوطني بأريانة.
 وحسب عترافات بلال التونس،فانه لاحظ تردد  العديد من الأعوان الحاملين للزي القتالي (كومبة سوداء اللون) على المحطة صباحا عند الذهاب الى العمل ومساء حين يغادرون مقر الاقليم باتجاه المحطة المذكورة، وهو ما دفعه صحبة أبي الليث الى التفكير في تنفيذ العملية مساء.

تدعيم المجموعة من أجل استهداف الأمنيين

وذكر بلال التونسي أن جاسم المكنى بأبي الليث اقترح عليّه اضافة أشخاص الى المجموعة التي ستنفذ العملية لاستغلالهم في عمليات الرصد والهروب بعد التنفيذ وكلفه باختيارهم شرط أن يكونوا ثقات ومن المؤمنين بالعمل الجهادي وطلب منه تزكيتهم ان توفرت فيهم الشروط، وأضاف أنه اقترح شخصين وهما  كل من «ع ي» و «ع ع» وهما من المتبنين للفكر السلفي الجهادي ومن مناصري ما يسمّى الدولة الاسلامية بالعراق والشام (داعش) ولهم رغبة جامحة في التحول الى القطرالسوري بنية الجهاد.
 وذكر الارهابي الموقوف أنه بعد نيل الموافقة من أبي الليث، تحدث الى صديقيه في أحد المقاهي عن فكرة العمل الجهادي بتونس فأبديا موافقتهما على ذلك، في الأثناء طلب منهما التكتّم عن الموضوع في انتظار صدور التعليمات والتحضير الجيد للقيام بعملية نوعية تستهدف أعوان الأمن ..

تنسيق مع جهات في ليبيا

وفي سياق اعترافاته أكد بلال التونسي أن أبا الليث غادر أواخر  شهر فيفري  سنة 2015  باتجاه التراب الليبي خلسة وانضم الى معسكرات تنظيم الدولة الاسلامية بالعراق والشام حيث تلقى تدريبات بدنية وعسكرية، مضيفا أنه بات يتواصل معه عبر شبكات التواصل الاجتماعي تحت اسم بلال التونسي.
 وفي احدى المحادثات أعلمه أنه سوف يربط الصلة بينه وبين أحد القيادات التابعة للتنظيم والذي يعتبر من المقربين من والي الدولة على مدينة بنغازي الليبية وله مكانة وأعلمه أنه سوف يقوم باختباره واختبار مدى جاهزيته للعمل الجهادي وأكد له أن هذا الأخير على علم بجميع ما خططا له.
واشار بلال الى أنه وبعد تلك المحادثة وصلته رسالة من صاحب الحساب مصعب الفاروق (قيادي ضمن تنظيم داعش بليبيا) مضيفا أن هذا القيادي لم يعاود الاتصال به نظرا لاعتماده اللغة الفرنسية في التحاور معه وبعد فترة عاود جاسم التحدث اليه وطلب منه ضرورة الكتابة بالعربية الفصحى لمخاطبه مصعب الفاروق لأنه لا يعرف الفرنسية وأكد له أنه على بيّنة وعلى علم  بمخطّط استهداف رجال الأمن بمحطة الفل وعملية الرصد والتخطيط التي قاما بها.
في الأثناء وقبل الشروع في الاعداد لتنفيذ هذه العملية التي تستهدف بواسل تونس من أمنيين، تمكنت الوحدات الأمنية اثر عملية استباقية من القاء القبض على بلال التونسي لتجهض المخطط الارهابي وتنقذ تونس ـ والحمد لله ـ من سفك دماء...

سناء الماجري